There are very few moments in our lives, where we have the privilege to witness history taking place...
After the Holy revolution of the Egyptian people, I believe that speaking out my mind is not luxurious
No, It's my duty towards myself and my country...

Thursday, September 22, 2011

يوتوبيــــــــــــا (2)... من شب على شيء

فيالتدوينة السابقة   تحدثت طفيفا عن محاضرة مادة الأخلاقياتوكيف أنها غيرت نظرة معظم من استمع إليها لما يمكن أن تعنيه الأخلاق  وكيف يمكن أن تؤثر في تقدم الأمم أو تأخرها .
كيف كان التناول مختلفا بحيث غير من نظرة مستمعيه ؟ هذا ماستحتويه هذه التدوينة.

في يوم من أيام الكورس في محاضرة الأخلاقيات تقريبا المحاضرة التانية أو التالتة د. شريف طلب منا كل واحد يطلع ورقة ، ويكتب فيها علاقته بفكرة الغش في الامتحانات...هل أنت بتغش ؟ أنت مش بتغش لكن ممكن تساعد غيرك على الغش ؟ طيب لو شفت غيرك بيغش...هاتسكت ؟هاتقول له مايغشش ؟هاتبلغ عنه ؟ كانت أسئلة محددة وكان المطلوب منا نجاوب عليها مع ذكر الأسباب
الموضوع كان في غاية البساطة ويفترض فيه الشفافية لإنك مش مضطر تكذب ،نظراً لأنه مش مطلوب تكتب اسمك...لكن في نفس الوقت هو مفيد جداً لإنه بيدي احصائية دقيقة إلى حد كبير عن الدفعة
مش فاكر النتايج كانت كام بالظبط بس هي كانت في حدود (30%) يمارس الغش و (60%) ممكن يساعد على الغش أو يسكت عليه...وديه بالمناسبة- طبقاً لكلام د.شريف - أقل نسبة للغش خلال 12 سنة (الدفعات اللي تم تدريسها المادة) ... وعشان كده ، د.شريف أطلق علينا "دفعـــة الملائــكة ".
هانرجع لموضوع دفعة الملايكة ده كمان شوية...لكن خلينا دلوقتي نكمل مع موضوع الغش.
فضلنا نتكلم كام محاضرة كده على مشكلة الغش وايه آثارها وأضرارها وما إلى ذلك.
بعد كام محاضرة بدأنا النقاش في موضوع مختلف ألا وهو الرشوة...الدكتور شرح مثال عن الموضوع وطلب آراء الناس فيه.
الموضوع إن في مهندسة بتعمل في شركة ما وكان المطلوب  شراء عدد معين من أجهزة الكمبيوتر عشان الشركة وكان دور المهندسة إنها تجيب عروض من شركات مختلفة لشراء هذا العدد من الأجهزة، فكان في عرضين ، الاتنين نفس إمكانيات الأجهزة ونفس الضمان..يعني تقريبا العرضين متطابقين لكن الفرق في السعر...أحد العرضين كان تقريباً ضعف سعر العرض التاني. لما المهندسة قدمت العرضين لرئيسها في الشغل ،كانت المفاجأة إنه اختار العرض الأعلى سعراً في مقابل إنه هايستفيد بصفة شخصية على حساب مال الشركة اللي هيُهدر بلا فائدة للشركة ، وكان المفروض عشان الصفقة تتم بالشكل ده مجرد امضاء المهندسة على إن العرض الأعلى سعراً ده هو الأحسن للشركة ، في البداية ماكانتش موافقة وبالتالي بدأت الإغراءات عشان توافق ولما ماوافقتش بدأت التضييقات والضغط عليها ، المهم إن الموضوع رسي في الآخر إن قدامها عدة اختيارات:-
- قبول رشوة للموافقة على الصفقة.     -  الاستقالة في صمت.      - الإبلاغ عن المدير.
بعد ما د.شريف عرض القضية علينا،عمل تصويت ، هاتعمل ايه لو كنت مكان هذه الباشمهندسة؟؟!
وطبعاً بما إننا دفعة الملايكة ، جائت النتائج كالآتي:-
- قبول الرشوة (0 –10%).   -  الاستقالة في صمت(50-60%).   - الإبلاغ عن المدير(30-40%).
النتائج جميلة وتوحي بالتفائل لكن للأسف الاحصائيات غلى أرض الواقع بتقول غير كده ، بتقول أن نسبة الناس اللي بتقبل الرشوة هي النسبة الأكبر ، وأن الناس اللي بتستقيل في صمت هي نسبة صغيرة ، أما الناس اللي بتبلغ عن الغلط فهي لا تكاد تتعدى (5-10%) ، وفي آخر المحاضرة طرح التساؤل علينا : من أين تأتي الفجوة بين ملائكية دفعة اتصالات 2012 وبين الواقع في مصر ؟؟ وطلب مننا نفكر لحد المحاضرة الجايــــــة.

في الأسبوع التالي استمع د.شريف إلى آراء الناس في موضوع الفجوة:-
"عشان احنا بنتكلم وايدينا في الميه الباردة ولسه مااتعرضناش لمشاكل الحياة وصعوباتها" ... "عشان الجيل اللي طالع هو اللي فيه الأمل والأجيال السابقة ماكانش عندها اهتمام بالجانب الأخلاقي" ... "عشان احنا مع بعض دلوقتي بنشجع بعض على نبذ الخطأ ولكن في الواقع، الكثرة تغلب الشجاعة" ... عشان ...عشان ... بعد ما كل واحد عرض أسبابه لتلك الفجوة ، كان الجميع في انتظار كلمة د.شريف...ايه سبب الفجوة دي ؟!!!
بعد كل تلك التكهنات والمبررات والنظريات ، جاءت كلمة الدكتور غاية في البساطة ولكن قمة في المفاجأة ...... مافيش فجوة أصلاً.
النسب اللي بتعبر عن موقف دفعة اتصالات 2012 مش بالمثالية اللي قالوها ، النسب الحقيقية اللي بتعبر عن الاتجاه العام للدفعة في هذا الموقف هي نسب الغش و المساعدة على الغش... الـ(30%) اللي ممكن تغش في الامتحان هي اللي هاتقبل الرشوة في موقف مشابه ، والـ(60%) اللي ممكن تساعد على الغش أو تسكت عليه هي نفسها اللي هاتيجي في موقف مشابه وتستقيل تاركةً للفساد مساحةً ليرتع بها، أو ممكن حتى تستمر في العمل في هذه المنظومة الفاسدة.
المشكلة فينا إن كل واحد بيبص تحت رجليه ، الطالب اللي بيغش في الامتحان بيبقى متخيل إن الأثر الوحيد لما يفعله هو مجرد فرق في درجاته ، مش بيبقى في باله إنه بيرسخ جواه مبدأ إنه ممكن ياخد حاجة مش حقه ، إنه يوم بعد يوم بيتعلم إنه يستبيح لنفسه حاجة ماتعبش فيها ، لمجرد إنه بيكسل أو  بيستسهل الغلط وبيفضل الطريق السهل على أن يحصل على ما يريد من خلال الوسائل الشرعية.
نحن لا نعيش في نقاط منفصلة ، ولكن الحياة خط واحد متصل ، ما تبني عليه مبادئك صغيراً هو ما سيحدد خطوط حياتك فيما بعد.
كانت هذه الكلمات بمثابة صدمة لنا ، لم نــرَ الأمر من قبل هكذا ، ولم نعتد أن نفكر في الأمور من ذلك المنظور . ومن هنا تكمن قوة هذه المادة التي لا نستطيع بعد الآن أن نتعامل معها كمادة دراسية ، ولكنها مادة حياتية لا بد أن ترسم الخطوط التي نمشي بها فيما هو آت من حياتنا.
منذ ذلك الحين ، بدأ الجميع يتحدث أن الأخلاقيات التي نتعلمها ، لا بد لها أن تتخذ المكانة التي تنبغي لها ، وألا نحبسها في صدورنا فقط ... لا بد أن تكون جزءاً من مستقبل هذا البلد وأن تكتب له مصيراً مختلفاً ، وبدأت محفزات نشأة يوتوبيا.
أعتذر عن الإطالة ، وأتمنى أن تقبلوا مني أن يكون الحديث عن نشأة يوتوبيا في تدوينة منفصلة حتى لا ننقصها حقها.
إذاً في التدوينة القادمة سوف نتحدث عن نشأة يوتوبيا ، كيف جاءت الفكرة وإلى أين وصلت.
....................حفظ الله مصر  وأهلها..............
يتبع .....      

Tuesday, September 13, 2011

يوتوبيــــــــــــا (1) ...ومــادة الأخلاقيــات

لوهلة فكرت أنني ربما أكون قد تسرعت في قرار إنشاء هذه المدونة ...ذلك لأنني عادة لا أجيد كتابة مقال كبير أو موضوع مفصل إلا إذا امتلكتني فكرته بشكل لا أستطيع السيطرة عليه إلا في كلمات أكتبها..وربما لذلك لجأت إلى موقع التدوينات القصيرة (تويتر) ووجدت فيه مخرجاً جيداً لتغريداتي.
ولكن فكرة المدونة لم تكن بهذا السوء ... فوجود كل تلك الأفكار التي تمتلكني في مكان واحد ليست فكرة سيئة ، أو كذلك أظن.
حسنــــاً... أما عن فكرة هذه التدوينة فهي كما يظهر من العنوان "يوتوبيا".
ربما لا يكون هذا الاسم جديدا على معظم من أعرفهم ... لكنني لن أتكلم عنه كما اعتادوا أن يعر فوه ، لن أعرف يوتوبيا أنها نشاط طلابي نشأ في كلية الهندسة بجامعة القاهرة ثم أسرد في الحديث عن هيكلها التنظيمي أو عدد أفرادها أو... أو... أو... .
ذلك لأنني لا أراها كذلك ، لأنني لو رأيتها كذلك ، لما كانت بتلك الأهمية بالنسبة لي التي تجعلني أكتب عنها.
يوتوبيا هي تطبيق لفكرة سامية زُرعت بذورها في وجدان مجموعة من الناس نتيجة لفهم مختلف لبعض من القيم التي كانت تمر على أسماعهم مرور الكرام دون أن تحرك فيهم شيئاً.
ربما يبدو الحديث غامضاً بعض الشيء لمن هم دون تلك المجموعة ... حسناً ، فلنبدأ القصة من بدايتها...

كنا داخلين الترم التاني من تانية هندسة اتصالات لما عرفنا إن عندنا مادة اسمها "أخلاقيات مهنة الهندسة" ، حسينا أن الموضوع مختلف شوية نظراً لإننا ماخدناش مواد من النوع ده قبل كده..لكن هو ايه يعني اللي ممكن يتقال تاني في موضوع الأخلاق والكلام ده ويكون جديد علينا !!!! قشطة..إن شاء الله مادة امتياز من غير مجهود عشان نركز في باقي المواد.
يوم الخميس.. آخر يوم في الاسبوع ..يوم الهنكرة..مش باقي غير المحاضرة ديه بتاعة الأخلاقيات وبعدين ننطلق..يعني هي ساعة ونص هاتتقضى بالطول بالعرض...يا سيدي كأنها خطبة جمعة من بتوع الشيوخ الموظفين اللي بييجوا يزعقوا شوية ويقولوا الكلمتين اللي عندهم وبعدين قوموا إلى صلاتكم يرحمنا ويرحمكم الله.
"لقد خرج الرجل على غير الوجه الذي دخل به"...التعبير ده بيوصف بالظبط الحالة اللي خرج بيها معظم الناس من المحاضرة...الموضوع بالنسبة لنا كان مختلف تماماً وجديد كليةً عن أي حاجة سمعناها عن الأخلاقيات قبل اليوم ده ، حتى إن معظم كلامنا في الخروجة كان عن محاضرة النهارده..وعن كلام الدكتور فيها.
الدكتور شريف عبدالعظيم (مدرس المادة) تقريباً ماقالش حاجة جديدة عن الأخلاق والقيم والكلام ده، لكن تناوله للموضوع هو اللي كان فعلاً مختلف...كيفية ربط الأخلاقيات والقيم الموجودة في مجتمع ما بمدى تقدمه وإزاي إن معظم المشاكل اللي بيعاني منها مجتمع متخلف هي في الأصل مشاكل أخلاقية.. إزاي إن مشكلتنا احنا كـمصر مش إننا دولة فقيرة أوإن عندنا نقص الموارد الاقتصادية لكن المشكلة في الأساس هي مشكلة أخلاقية ، مع بعض الإحصائيات والأرقام اللي خلتنا نحس بأبعاد المشكلة ومدى أثر الغش في المدارس ،والرشوة ،والمحسوبية ،والغش في المونة ،والتحرش الجنسي في انحطاط المجتمع أخلاقياً وبالتالي علمياً وأدبياًو حضارياً و... و ... و ... .
منذ ذلك الحين اختلفت نظرتنا لمحاضرة "أخلاقيات مهنة الهندسة"...كنا ننتظرها الأسبوع تلو الآخر لننهل من علم ذلك الرجل ولنستمتع بطريقة عرضه لتلك القضايا الأخلاقية التي لم تجد من قبل في حياتنا مكاناًولم تحظ من اهتمامنا بما ينبغي لها منه.
في التدوينة القادمة ، سأتناول بعض الأسس الأخلاقية التي تعلمناها مع الدكتور شريف ، ثم كيفية نشأة يوتوبيا.

....................حفظ الله مصر  وأهلها..............
يتبع .....      

Sharing Toolbar