There are very few moments in our lives, where we have the privilege to witness history taking place...
After the Holy revolution of the Egyptian people, I believe that speaking out my mind is not luxurious
No, It's my duty towards myself and my country...

Saturday, October 29, 2011

يوتوبيــــــــــــا (4)... من الفكرة إلى الكيـــــــان

مش هانطول في المقدمات عشان عندنا كلام كتير نقوله ، عشان التلات تدوينات اللي فاتوا كانوا مقدمة للتدوينة دي...حسنـــــــــــاً لنبدأ.
التدوينة اللي فاتت كنا بدأنا نتكلم عن التوبيك بتاع يوني مصر اللي كان اتعمل عشان كل واحد من دفعة 2012 يقول كلمة صغيرة لباقي الدفعة، وفعلاً ظهرت مشاعر نبيلة واحترام وتقدير كبير جداً من أبناء الدفعة لبعضهم. المهم إن الموضوع ماوقفش عند حد مجرد تبادل الكلمات الجميلة، بعد كام بوست كده، جت بوست غيرت مسار التوبيك تماماً.
صديق عزيز وزميل محترم عمل رد مختلف نوعاً ما : "د.شريف أثناء الكورس كلمنا إن دفعة 1999 هما اللي بدأوا فكرة (رســـالة)، ودفعة 2000 ساعدوهم وبنوا مع بعض أول فرع ليها، ودفعة 2010 عملوا لنا (يوني مصر) اللي تقريباً كل طالب في الكلية بيستفيد منه، لكن في دفعات دخلوا الكلية وخرجوا من غير ما حد يسمع عنهم، ومروا مرور الكرام...واحنا بقى مش عايزين نمر مرور الكرام، ولازم نسيب بصمة زي اللي سابوا، ومش مجرد إنه يتقال 2012 عملوا كذا، لكن الأهم إننا نعمل خير نفيد بيه الناس ونرضي بيه ربنا...".
مش عايز أقولك أنه حصل هجووووم بعد الكلمتين دول (هجوم حلو)...واضح إن كل الناس كان نفسهم يعملوا حاجة بس كل واحد كان بيفكر على حدة، ولما الناس لقوا توارد الخواطر ده، كله تحمس للفكرة، وبدأت الفكرة تملا دماغ الناس وشوية ظهرت ملامح الموضوع...أننا نعمل توبيك تاني للأفكار اللي ممكن الدفعة تعملها مع بعض،والناس تتحمس، والأفكار تزيد... .
بعد كده حصل منعطف تاني في الموضوع ..."قعدة نادي النيل".
في يوم خميس، بعد انتهاء أسبوع دراسي كبيس، مجموعة من أبناء الدفعة قرروا إن خروجة النهارده مش هاتبقى كده وخلاص، هانقعد ونتناقش ونتكلم في اللي هانعمله في الفترة الجاية في الأفكار اللي جتلنا من الناس.

بعد قعدة مطولة والكثير من الشد والجذب والهات وخد، استقرينا أننا هانعلن في الدفعة عن اجتماع للناس المهتمة إنها تشارك في الفكرة لحد ما تشوف النور، وكل اجتماع هايحصل أو خطوة جديدة هاتتخذ هايتم إعلانها للدفعة. وقد كان، وفعلاً عملنا أول اجتماع، ماكانش فيه ناس كتير أوي من الدفعة لكن الحمد لله كان كويس وكمان شارك فيه وفد من باشمهندسات الدفعة وده كان عامل مهم جداً في نجاح الموضوع...وفعلاً اجتمعنا وعرضنا أفكار الدفعة وعملنا نقاش تلاه تصويت للأفكار اللي ممكن تتنفذ والأفكار اللي هايتم استبعادها بسبب صعوبة تنفيذها لأي سبب، وفي آخر الاجتماع وصلنا لـ 3 أو 4 أفكار اتفقنا إننا هانعرضهم على الدفعة مرة تاني ونشوف آراء الناس ايه... .
كان في الأفكار إننا نطور معامل الكلية أو نعمل أعمال خيرية زي رسالة كده، أو نعمل جهاز هندسي بشكل ما نفيد بيه مصر، لكن اتفقنا في الآخر إنه بما إننا استوحينا فكرة مشروع الدفعة دي من كورس د.شريف، فأي فكرة هانعملها هتبقى مجرد ثمرة للكورس، لكن الأحسن بقى والأكثر إفادة إننا نحاول نوصل الجذر نفسه لأكبر عدد ممكن من الناس، ونزرع جواهم البذرة، اللي هاتنبت بعد كده ثمرات لا حصر لها بإذن الله.
الشكل الأخير للمشروع اللي عايزين نعمله هو باختصار إننا هاننشر كورس الأخلاقيات ده، هاننشره فين ؟ طلبة إعدادي هاننزل لهم المدارس ونشرحلهم فكرنا عشان يطلع جيل مغروسة جواه فكرة الأخلاق وهي أساس تعامله مع كل حاجة في حياته.

بعد مجموعة من الاجتماعات كان بينها اجتماع مع د.شريف عبدالعظيم نفسه، كنا اتفقنا على الحاجات الرئيسية اللي هانبني عليها الشغل في المرحلة الجاية...الاسم...الشعار(Slogan)...الهيكل التنظيمي….الـخ.
المهم إنه بعد الكام اجتماع الأولانيين دول اللي كان بيحضرهم عدد قليل أوي نسبةً للدفعة، ولما كان واحد منا يدخل بعد محاضرة ويقول إعلان أو حاجة ونلاقي الناس بتسيبنا وتجري عشان تحجز للمحاضرة الجاية –الكلام ده ممكن يكون غريب شوية على غير طلبة هندسة، لكن هي دي الحقيقة – وكنا حاسين إن ماحدش مهتم، لكن سبحان الله بعد الكام اجتماع دول بعد ما بدأ ظهور ملامح الموضوع،،، بقينا وبغير سابق إنذار تاني أكبر نشاط طلابي في هندسة القاهرة من حيث العدد.
طيب أنا كنت قاعد أقول الموضوع...الفكرة...مش عارف إيه، لكن من النقطة دي ممكن نقول إن الفكرة اتحولت إلى كيان، والكيان ده اسمه "يــــــوتـــــــوبـيـــــا".

الاجتماع التالي مع د.شريف، كان الراجل متفاجئ تماماً ومش مصدق إن كل ده حصل في الفترة القصيرة دي، وعمل لنا تحدي جديد عشان نبدأ ننزل على أرض الواقع، في خلال  10 أيام نجيب 10 موافقات من المدارس إننا ننزل عندهم ونوصل أفكارنا للطلبة........................جبنا 15 موافقة من المدارس J.

(20/4/2010)...ده كان تاريخ أول مرة نزلت فيها "يوتوبيا" فعلياً المدارس...مدرسة فضل الحديثة، إحساس جديد، مخيف...إما هاتبقى بداية لكيان هايغير الدنيا إن شاء الله، أو فشل ذريع لمجهود كبير راح في تحضير المادة اللي هاتتقدم والتدريب عليها والموافقات وتحضير المكان و.... و.... و.... .
لكن الحمد لله اليوم عدى بسلام، لأ مش عدى بسلام، عدى بنجاح كبير ظهر في تفاعل الطلبة مع المحاضرين وردود أفعالهم بعد كده وتواصلهم معانا على الفيسبوك وكمان كانوا بيكلموا الناس اللي شرحوا يشكروهم.

والحمد لله من ساعتها نزلنا مدارس كتير وكلمنا طلبة أكتر وأكتر ووصلنا فكرنا لعدد مش قليل.
الفترة التالية ماكانتش مثالية أوي، نظراً لإننا كنا نشاط طلابي لسه بادئ وكانت قدامنا تحديات كتير أثرت شوية في منحنى التقدم لـ(يوتوبيا)، لكن الحمد لله الدنيا فضلت مكملة.
ظلت الأمور علي ما هي عليه فترة من الزمن إلى أن جاءت الموجة الثانية، واستقبلت يوتوبيا أعضاء جدد، كان ليهم – والحق يقال – فضل كبير بعد ربنا إن منحنى التقدم يبدأ يزيد مرة تانية، و يوتوبيا تبدأ تقف على رجليها مرة تانية.
لحد ما وصلنا اليومين دول إننا نستقبل أعضاء جدد (الموجة الثالثة)، والحمد لله الفكرة اتغرست عند عدد كبير جداً من الناس وبقت مالية كيانهم وحاطين لها جزء مش قليل من مستقبلهم وحياتهم الجاية.
قبل ما أخلص، كنت حابب بس إني أقدم الشكر لعدد من الناس كان ليهم فضل كبير بعد ربنا إن يوتوبيا تكمل وتكبر ويبقى ليها كيان:-

§       أولا أبدأ بالصديق العزيز والقريب إلى قلبي اللي فكر إن الدفعة تعمل حاجة مع بعض، واللي انتهت إلى "يوتوبيا".
§       كل الناس اللي اهتمت إنها تقدم أفكارها للي ممكن الدفعة تعمله.
§       الناي اللي كانوا موجودين في نادي النيل، ووضعوا أساس للمرحلة التالية.
§       الناس اللي حضروا الاجتماعات اللي حطوا فيها بذرة لحاجة اسمها "يوتوبيا".
§       د.شريف عبدالعظيم اللي حمسنا كتير وكان ولا يزال أب روحي لـ"يوتوبيا".
§       الناس اللي انضموا لـ"يوتوبيا"، وخدوا من وقتهم عشان يعملوا حاجة.
§       أي حد كان واحد من اليوتوبيانز واهتم بالفكرة، لكن اضطر إنه يسيبها عشان ضيق الوقت.
§       الموجة التانية من الأعضاء اللي كان ليهم دور كبير جداً في إعـــادة إحياء الفكرة.
§       المتطوعين اللي نزلوا معانا في الحملات، خصوصاً حملة "أصحاب مكـــان".
§       وكل وأي حد ساعد بأي شكل كبير أو صغير في إن "يوتوبيا" تشوف النور وتوصل للناس.
 قبل ما أنهي التدوينة، كان عندي مفاجأة صغيرة كده....التوبيك اللي اتعمل على يوني مصر في مارس 2010 وكان البذرة اللي بقت "يوتوبيا"، وهو بعنوان " كلـــــــــــمة للملائـــــــكة ".

 احنا كده للأسف وصلنا لآخر التدوينة الأخيرة من سلسلة "يوتوبيا"... يا رب أكون عرفت أدَيها حقها وأوصل للناس قد ايه هي حاجة كبيرة جداً في حياة كل فرد فيها، ومش مجرد نشاط طلابي هو مشترك فيه، لكن هي نظرته لمستقبل أحسن لمصر.
لو اتأثرت بالفكرة وحابب تبقى واحد من الفريق ده، يوتوبيا إن شاء الله فاتحة باب الانضمام لحد يوم الاثنين الجاي(31/10/2011).
ادخل على موقعنا على الإنترنت (www.utopia-egypt.com) واقرأ الوصف التفصيلي لكل لجنة(committee)  واملأ الاستمارة عشان تبقى (Utopian)  J.
يا ريت كمان تتابعونا على :-
- صفحة الـ(Facebook).                      - حساب (Twitter).

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ألا إله ألا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
                                            ....................حفظ الله مصر  وأهلها..............
تم بحمد الله.....

Tuesday, October 4, 2011

يوتوبيــــــــــــا (3)... مع دفعــــــتي العزيزة

لا أريد الإطالة في المقدمات ، لكن حتى تتكون لديك الصورة الكاملة ، ينصح بقرائة التدوينتين السابقتين : يوتوبيا (1) و يوتوبيا (2) .

قبل ما نتكلم عن نشأة يوتوبيا – وانا عارف إني طولت أوي كده – لم يكن من المقبول أو حتى المستساغ أن أتحدث عن مادة الأخلاقيات من غير ما أتكلم عن القواعد الخمسة !!!
القواعد الخمسة هي عبارة عن خمس قواعد توصل إليها د.شريف خلال دراسته الطويلة للأخلاقيات بشكل عام ووجد أنها كافية للحكم على أي عمل من حيث كونه عملاً أخلاقياً أم غير ذلك. إذن هي القواعد الخمسة للحكم على أخلاقية عمل أو تصرف ما . القواعد دي بنمرر عليها العمل اللي عايزين نحكم عليه ويكفي أن يخالف العمل أحدى تلك القواعد حتى نحكم بعدم أخلاقيته ، والقواعد الخمسة هي كالتالي :-
1)    القـــــــاعدة الذهبية ( عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به )
-         التفرقة العنصرية عمل غير أخلاقي لأن التفرقة بين الناس تبعاً لأديانهم أو أعراقهم أو ألوانهم عمل لا يرضاه الإنسان لنفسه ، فلا يصح أن يقبله على غيره .
2)    المبــــــادئ ( مجموعة المبادئ العامة المتفق عليها في الأديان السماوية والمواثيق الدولية من أمانة وعدل و... و...)
-         زرع كاميرات مراقبة في الفصول الدراسية دون علم المدرسين من أجل الحفاظ على مستوى جودة التعليم ، هو أيضاً عمل غير أخلاقي لأنه يخالف مبدأ "ولا تجسسوا" .
3)    المــنــــفعة العـــــامة (يكون العمل أخلاقياً إذا كان نفعه أكبر من ضرره)
-         بناء مصنع سجائر هو بيوفر فرص عمل كتيرة ، وبالتالي بيحقق نفع ، ولكن الأضرار الناتجة عن التدخين أكبر ،إذن فالعمل غير أخلاقي ،على عكس مصنع السيارات ، فبالرغم من أن حوادث السيارات هي السبب الأكبر للوفاة في العالم ولكنها تجلب منفعة أكبر.
4)    الــــتـعمــــيم (إذا كان التصرف الفردي لا يضر ولكن تكراره أو تعميمه يضر ، فهو غير أخلاقي)
-         إذا كان إلقاء فرد واحد لمنديل واحد في مكان ما لا يضر بالشكل العام للمكان ، فإن إلقاء كل فرد لمنديل في مكان ما يحوله إلى مزبلة كبيرة ، إذن فهو في الأساس عمل غير أخلاقي .
5)    الإعلان على الملأ (أي عمل لا يمكن لصاحبه إعلانه على الملأ فهو عمل غير أخلاقي)
-         الغش في الامتحان عمل غير أخلاقي لأنك بتعمله في الخفا وماتقدرش تقول لمدرسك إنك غشيت (ولأسباب أخرى طبعاً ) .
·      أخف الضررين: إذا كان لا مفر من عمل تصرف لا أخلاقي ،وكل الخيارات المتاحة تؤدي إلى ذلك ،نختار أقلهم ضرراً (عارفين النكتة بتاعة الراجل اللي فرامل عربيته سابت وكان في فرح عاليمين واتنين ماشيين عالشمال...)
=======================
المهم إن دي هي القواعـد الخمســة اللي المفروض تبقى المرجـــع لينا في حياتنا حتى نتجنب اللاأخلاقيـــات ، واللي بتسهل علينا كتير أوي وبتخلي موضوع الحــكم على الأشيـــاء وبالتالي عملها من عدمـــه شيء محــــدد ولا يخضـــــع لآراء شخصـــــية أو أهواء متقلبة ولكن لضوابط متفق عليها.
ندخل بعد كده على نشأة يوتوبيا . فاكرين التدوينة اللي فاتت لما د.شريف أطلق لقب "دفعة الملائكة " على اتصالات 2012 لإنهم أصحاب أقل نسبة غش خلال 12 عام .
الموضوع بالنسبة للناس في الدفعة ما كانش مجرد لقب أو كلمة قالها علينا الدكتور وفرحنا بيها ، لإن احنا في الأول وفي الآخر بشر والإنسان جواه الكويس وجواه الوحش ،وطبعاً لقب الملايكة ده مجازاً مش أكتر ، لكن إحساسنا بالكلمة كان مختلف .
الفكرة إن الواحد من ساعة ما دخل القسم ده وهوا حاسس بنوع من الراحة ،التعامل بسيط ومحترم والناس بتفهمك بسهولة وبتفهمها بسهولة ، الدفعة بالنسبالي هي أكبر تجمع لناس محترمة عدى عليا . كل الناس بتبقى مبسوطة وهي بتساعدك حتى لو ده هاييجي على حساب وقتهم هم . غير كده ، إن الواحد بقاله من ساعة ما دخل القسم العظيم ده ، بقى بيقضي وقت مع دفعته يمكن أكتر من الوقت اللي بيقضيه مع أهل بيته ، وده أدى إلى وجود صلة ما بتربط الناس دول ببعض ، الصلة دي بتخليني موقن إن اليوم اللي هانتخرج فيه ونسيب الكلية هايبقى من أصعب الأيام اللي هاتعدي عليَ .

المهم نرجع لموضوعنا ، لما الدكتور أطلق على دفعتنا هذا الاسم ، في توبيك اتعمل على يوني مصر  - موقع الكتروني أنشأه مجموعة من الطلبة لخدمة طلبة هندسة القاهرة ، وهو بالمناسبة تم إنشائة من قبل دفعة اتصالات 2010 تأثراً بكورس الأخلاقيات بتاع د.شريف- قامت باشمهندسة من دفعتنا بعمل توبيك بتقترح فيه إن كل باشمهندس وباشمهندسة يكتب كلمة صغيرة لإخواته في الدفعة من الملايكة J .
بدأ الموضوع بكلام جميل وتعبير صادق عن مشاعر نبيلة تولدت بين أبناء الدفعة الواحدة وشكر وتقدير وإجلال وكل حاجة حلوة. بعد كام رد ، جت الحاجة اللي قلبت الموازين وغيرت شكل ومضمون التوبيك ووجهته إلى اتجاه تاني ، بعد ما كان مجرد تعبير عن المشاعر ، بدأت الناحية العملية تبان ......
وهنا بدأت بوادر يــــوتــــــوبيـــــــا في الظهور .

نكتفي بهذا القدر لهذه التدوينة ، عشان اللي جاي تقيل أوي ولازم نديله حقه – وهو ما يعني ضمناً خليك متابع - وعشان سبب كمان ،هو إني حابب أحتفظ بميزة التشويق للتدوينة الجاية ، وحتى لا أطيل عليكم .
المرة الجاية إن شاء الله ، هانقول ايه التحول اللي حصل في التوبيك وأدى إلى ايه ، وصولاً إلى يوتوبيا كفكرة بدأ تنفيذها على أرض الواقع – المرادي أكيد بقى - ، وكيف أصبحت الآن.

....................حفظ الله مصر  وأهلها..............
يتبع ..... 

Thursday, September 22, 2011

يوتوبيــــــــــــا (2)... من شب على شيء

فيالتدوينة السابقة   تحدثت طفيفا عن محاضرة مادة الأخلاقياتوكيف أنها غيرت نظرة معظم من استمع إليها لما يمكن أن تعنيه الأخلاق  وكيف يمكن أن تؤثر في تقدم الأمم أو تأخرها .
كيف كان التناول مختلفا بحيث غير من نظرة مستمعيه ؟ هذا ماستحتويه هذه التدوينة.

في يوم من أيام الكورس في محاضرة الأخلاقيات تقريبا المحاضرة التانية أو التالتة د. شريف طلب منا كل واحد يطلع ورقة ، ويكتب فيها علاقته بفكرة الغش في الامتحانات...هل أنت بتغش ؟ أنت مش بتغش لكن ممكن تساعد غيرك على الغش ؟ طيب لو شفت غيرك بيغش...هاتسكت ؟هاتقول له مايغشش ؟هاتبلغ عنه ؟ كانت أسئلة محددة وكان المطلوب منا نجاوب عليها مع ذكر الأسباب
الموضوع كان في غاية البساطة ويفترض فيه الشفافية لإنك مش مضطر تكذب ،نظراً لأنه مش مطلوب تكتب اسمك...لكن في نفس الوقت هو مفيد جداً لإنه بيدي احصائية دقيقة إلى حد كبير عن الدفعة
مش فاكر النتايج كانت كام بالظبط بس هي كانت في حدود (30%) يمارس الغش و (60%) ممكن يساعد على الغش أو يسكت عليه...وديه بالمناسبة- طبقاً لكلام د.شريف - أقل نسبة للغش خلال 12 سنة (الدفعات اللي تم تدريسها المادة) ... وعشان كده ، د.شريف أطلق علينا "دفعـــة الملائــكة ".
هانرجع لموضوع دفعة الملايكة ده كمان شوية...لكن خلينا دلوقتي نكمل مع موضوع الغش.
فضلنا نتكلم كام محاضرة كده على مشكلة الغش وايه آثارها وأضرارها وما إلى ذلك.
بعد كام محاضرة بدأنا النقاش في موضوع مختلف ألا وهو الرشوة...الدكتور شرح مثال عن الموضوع وطلب آراء الناس فيه.
الموضوع إن في مهندسة بتعمل في شركة ما وكان المطلوب  شراء عدد معين من أجهزة الكمبيوتر عشان الشركة وكان دور المهندسة إنها تجيب عروض من شركات مختلفة لشراء هذا العدد من الأجهزة، فكان في عرضين ، الاتنين نفس إمكانيات الأجهزة ونفس الضمان..يعني تقريبا العرضين متطابقين لكن الفرق في السعر...أحد العرضين كان تقريباً ضعف سعر العرض التاني. لما المهندسة قدمت العرضين لرئيسها في الشغل ،كانت المفاجأة إنه اختار العرض الأعلى سعراً في مقابل إنه هايستفيد بصفة شخصية على حساب مال الشركة اللي هيُهدر بلا فائدة للشركة ، وكان المفروض عشان الصفقة تتم بالشكل ده مجرد امضاء المهندسة على إن العرض الأعلى سعراً ده هو الأحسن للشركة ، في البداية ماكانتش موافقة وبالتالي بدأت الإغراءات عشان توافق ولما ماوافقتش بدأت التضييقات والضغط عليها ، المهم إن الموضوع رسي في الآخر إن قدامها عدة اختيارات:-
- قبول رشوة للموافقة على الصفقة.     -  الاستقالة في صمت.      - الإبلاغ عن المدير.
بعد ما د.شريف عرض القضية علينا،عمل تصويت ، هاتعمل ايه لو كنت مكان هذه الباشمهندسة؟؟!
وطبعاً بما إننا دفعة الملايكة ، جائت النتائج كالآتي:-
- قبول الرشوة (0 –10%).   -  الاستقالة في صمت(50-60%).   - الإبلاغ عن المدير(30-40%).
النتائج جميلة وتوحي بالتفائل لكن للأسف الاحصائيات غلى أرض الواقع بتقول غير كده ، بتقول أن نسبة الناس اللي بتقبل الرشوة هي النسبة الأكبر ، وأن الناس اللي بتستقيل في صمت هي نسبة صغيرة ، أما الناس اللي بتبلغ عن الغلط فهي لا تكاد تتعدى (5-10%) ، وفي آخر المحاضرة طرح التساؤل علينا : من أين تأتي الفجوة بين ملائكية دفعة اتصالات 2012 وبين الواقع في مصر ؟؟ وطلب مننا نفكر لحد المحاضرة الجايــــــة.

في الأسبوع التالي استمع د.شريف إلى آراء الناس في موضوع الفجوة:-
"عشان احنا بنتكلم وايدينا في الميه الباردة ولسه مااتعرضناش لمشاكل الحياة وصعوباتها" ... "عشان الجيل اللي طالع هو اللي فيه الأمل والأجيال السابقة ماكانش عندها اهتمام بالجانب الأخلاقي" ... "عشان احنا مع بعض دلوقتي بنشجع بعض على نبذ الخطأ ولكن في الواقع، الكثرة تغلب الشجاعة" ... عشان ...عشان ... بعد ما كل واحد عرض أسبابه لتلك الفجوة ، كان الجميع في انتظار كلمة د.شريف...ايه سبب الفجوة دي ؟!!!
بعد كل تلك التكهنات والمبررات والنظريات ، جاءت كلمة الدكتور غاية في البساطة ولكن قمة في المفاجأة ...... مافيش فجوة أصلاً.
النسب اللي بتعبر عن موقف دفعة اتصالات 2012 مش بالمثالية اللي قالوها ، النسب الحقيقية اللي بتعبر عن الاتجاه العام للدفعة في هذا الموقف هي نسب الغش و المساعدة على الغش... الـ(30%) اللي ممكن تغش في الامتحان هي اللي هاتقبل الرشوة في موقف مشابه ، والـ(60%) اللي ممكن تساعد على الغش أو تسكت عليه هي نفسها اللي هاتيجي في موقف مشابه وتستقيل تاركةً للفساد مساحةً ليرتع بها، أو ممكن حتى تستمر في العمل في هذه المنظومة الفاسدة.
المشكلة فينا إن كل واحد بيبص تحت رجليه ، الطالب اللي بيغش في الامتحان بيبقى متخيل إن الأثر الوحيد لما يفعله هو مجرد فرق في درجاته ، مش بيبقى في باله إنه بيرسخ جواه مبدأ إنه ممكن ياخد حاجة مش حقه ، إنه يوم بعد يوم بيتعلم إنه يستبيح لنفسه حاجة ماتعبش فيها ، لمجرد إنه بيكسل أو  بيستسهل الغلط وبيفضل الطريق السهل على أن يحصل على ما يريد من خلال الوسائل الشرعية.
نحن لا نعيش في نقاط منفصلة ، ولكن الحياة خط واحد متصل ، ما تبني عليه مبادئك صغيراً هو ما سيحدد خطوط حياتك فيما بعد.
كانت هذه الكلمات بمثابة صدمة لنا ، لم نــرَ الأمر من قبل هكذا ، ولم نعتد أن نفكر في الأمور من ذلك المنظور . ومن هنا تكمن قوة هذه المادة التي لا نستطيع بعد الآن أن نتعامل معها كمادة دراسية ، ولكنها مادة حياتية لا بد أن ترسم الخطوط التي نمشي بها فيما هو آت من حياتنا.
منذ ذلك الحين ، بدأ الجميع يتحدث أن الأخلاقيات التي نتعلمها ، لا بد لها أن تتخذ المكانة التي تنبغي لها ، وألا نحبسها في صدورنا فقط ... لا بد أن تكون جزءاً من مستقبل هذا البلد وأن تكتب له مصيراً مختلفاً ، وبدأت محفزات نشأة يوتوبيا.
أعتذر عن الإطالة ، وأتمنى أن تقبلوا مني أن يكون الحديث عن نشأة يوتوبيا في تدوينة منفصلة حتى لا ننقصها حقها.
إذاً في التدوينة القادمة سوف نتحدث عن نشأة يوتوبيا ، كيف جاءت الفكرة وإلى أين وصلت.
....................حفظ الله مصر  وأهلها..............
يتبع .....      

Tuesday, September 13, 2011

يوتوبيــــــــــــا (1) ...ومــادة الأخلاقيــات

لوهلة فكرت أنني ربما أكون قد تسرعت في قرار إنشاء هذه المدونة ...ذلك لأنني عادة لا أجيد كتابة مقال كبير أو موضوع مفصل إلا إذا امتلكتني فكرته بشكل لا أستطيع السيطرة عليه إلا في كلمات أكتبها..وربما لذلك لجأت إلى موقع التدوينات القصيرة (تويتر) ووجدت فيه مخرجاً جيداً لتغريداتي.
ولكن فكرة المدونة لم تكن بهذا السوء ... فوجود كل تلك الأفكار التي تمتلكني في مكان واحد ليست فكرة سيئة ، أو كذلك أظن.
حسنــــاً... أما عن فكرة هذه التدوينة فهي كما يظهر من العنوان "يوتوبيا".
ربما لا يكون هذا الاسم جديدا على معظم من أعرفهم ... لكنني لن أتكلم عنه كما اعتادوا أن يعر فوه ، لن أعرف يوتوبيا أنها نشاط طلابي نشأ في كلية الهندسة بجامعة القاهرة ثم أسرد في الحديث عن هيكلها التنظيمي أو عدد أفرادها أو... أو... أو... .
ذلك لأنني لا أراها كذلك ، لأنني لو رأيتها كذلك ، لما كانت بتلك الأهمية بالنسبة لي التي تجعلني أكتب عنها.
يوتوبيا هي تطبيق لفكرة سامية زُرعت بذورها في وجدان مجموعة من الناس نتيجة لفهم مختلف لبعض من القيم التي كانت تمر على أسماعهم مرور الكرام دون أن تحرك فيهم شيئاً.
ربما يبدو الحديث غامضاً بعض الشيء لمن هم دون تلك المجموعة ... حسناً ، فلنبدأ القصة من بدايتها...

كنا داخلين الترم التاني من تانية هندسة اتصالات لما عرفنا إن عندنا مادة اسمها "أخلاقيات مهنة الهندسة" ، حسينا أن الموضوع مختلف شوية نظراً لإننا ماخدناش مواد من النوع ده قبل كده..لكن هو ايه يعني اللي ممكن يتقال تاني في موضوع الأخلاق والكلام ده ويكون جديد علينا !!!! قشطة..إن شاء الله مادة امتياز من غير مجهود عشان نركز في باقي المواد.
يوم الخميس.. آخر يوم في الاسبوع ..يوم الهنكرة..مش باقي غير المحاضرة ديه بتاعة الأخلاقيات وبعدين ننطلق..يعني هي ساعة ونص هاتتقضى بالطول بالعرض...يا سيدي كأنها خطبة جمعة من بتوع الشيوخ الموظفين اللي بييجوا يزعقوا شوية ويقولوا الكلمتين اللي عندهم وبعدين قوموا إلى صلاتكم يرحمنا ويرحمكم الله.
"لقد خرج الرجل على غير الوجه الذي دخل به"...التعبير ده بيوصف بالظبط الحالة اللي خرج بيها معظم الناس من المحاضرة...الموضوع بالنسبة لنا كان مختلف تماماً وجديد كليةً عن أي حاجة سمعناها عن الأخلاقيات قبل اليوم ده ، حتى إن معظم كلامنا في الخروجة كان عن محاضرة النهارده..وعن كلام الدكتور فيها.
الدكتور شريف عبدالعظيم (مدرس المادة) تقريباً ماقالش حاجة جديدة عن الأخلاق والقيم والكلام ده، لكن تناوله للموضوع هو اللي كان فعلاً مختلف...كيفية ربط الأخلاقيات والقيم الموجودة في مجتمع ما بمدى تقدمه وإزاي إن معظم المشاكل اللي بيعاني منها مجتمع متخلف هي في الأصل مشاكل أخلاقية.. إزاي إن مشكلتنا احنا كـمصر مش إننا دولة فقيرة أوإن عندنا نقص الموارد الاقتصادية لكن المشكلة في الأساس هي مشكلة أخلاقية ، مع بعض الإحصائيات والأرقام اللي خلتنا نحس بأبعاد المشكلة ومدى أثر الغش في المدارس ،والرشوة ،والمحسوبية ،والغش في المونة ،والتحرش الجنسي في انحطاط المجتمع أخلاقياً وبالتالي علمياً وأدبياًو حضارياً و... و ... و ... .
منذ ذلك الحين اختلفت نظرتنا لمحاضرة "أخلاقيات مهنة الهندسة"...كنا ننتظرها الأسبوع تلو الآخر لننهل من علم ذلك الرجل ولنستمتع بطريقة عرضه لتلك القضايا الأخلاقية التي لم تجد من قبل في حياتنا مكاناًولم تحظ من اهتمامنا بما ينبغي لها منه.
في التدوينة القادمة ، سأتناول بعض الأسس الأخلاقية التي تعلمناها مع الدكتور شريف ، ثم كيفية نشأة يوتوبيا.

....................حفظ الله مصر  وأهلها..............
يتبع .....      

Thursday, August 25, 2011

The Symphony

This is my first blog post...I preferred it to be  about our great -Egyptian- revolution of #25jan

Actually I have previously published this as an article at magnology magazine, but I just love it that it should be the start of my blog work :)
I hope you like it...
========

An old white-haired man … a young man with tight jeans walking with his friends... a small girl riding the shoulders of her father… a man in black with his hair tied and holding a guitar… a bunch of girls wearing fashionable designs… a man with a beard wearing Pants under his short gallabiya.


Of course I can’t gather all the picture elements in some few words but this is nearly what I saw at El-Tahrir square through the revolution days.
Actually, what I saw through these days was more to be like a dream… a wonderful dream… Not only me, but the whole world stood still watching the greatness of the revolution and the will of the Egyptian people changing the history of a nation in such a peaceful way that no one could believe.
For me, it was a little different from what I got used to with my people, the Egyptian people, I used to watch people fighting and insulting each other at the crowd transportation, but that wasn’t what I saw at El-Tahrir.
I saw more than two million people in one place that you can take five minutes to move twenty meters, However, you don’t hear bad words… you don’t find anyone fighting… you don’t find a boy annoying…just annoying a girl with one word…I heard the laughs coming out form  hearts that finally found their home… I saw the civilized discussions between people who are really trying to understand each other… I saw the Christians protecting the Muslims as they pray…I saw a couple that decided to make their wedding at the square because they found the place as their home and the people as their brothers and sisters.

These scenes make me think that it’ more like a harmony… a smooth harmony that liberates your mind, takes you behind the limits of any negative thought and brings out one major thought…Freedom.
And that’s one of the reasons why people refused to go home after some concessions by the regime, because they finally felt the freedom and they wouldn’t accept less than freedom as a destiny.
So, we are talking about an integrated piece of music… an elegant symphony, but with an extra advantage… the orchestra leader is not there.
But that made the symphony more and more beautiful…that made everyone at El-Tahrir square feel like he is responsible for this revolution…that it’s more important than anything else…that made everyone feel like there is some kind of a bond between him and everyone there… made them feel like they have the same destiny, the destiny that will be chosen by them.

“People demand removal of the regime”, this was what the Egyptians were calling at El-Tahrir through the 18 days of revolution…after these 18 days and by the announcement of the ex-president stepping down, the main call was “People demand evacuation (إخلاء) of the Square”…this was a point of disagreement between the people there…but what they all agreed on, what the whole Egyptian people agreed on is “People demand ethics (أخلاق) of the square”.
What we need to do now is to spread the manners and ethics of El-Tahrir square all over Egypt… we need to feel responsible for it… to reconstruct it. As they say destruction is so easier than reconstruction, the people successfully destructed the corrupted regime; they cut the head of the snake… Now, it’s time to build our country again.

Sharing Toolbar